نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مسرح الحمقى - أحداث اليوم, اليوم الأربعاء 16 أبريل 2025 09:07 مساءً
أصبح التفكير الموضوعي في زمننا هذا عملة نادرة. وأقصد هنا ليس كل من خرج عن المألوف في مظهره أو أسلوبه يُعد متمردا حقيقيا، واستتباعا ليس كل من غرد بسيل من التغريدات الغاضبة أو بهجاء الأجيال السابقة أمام الكاميرات، قد يصنع وهجا فارقا.
هل ثمة من يتقن لعب دور المتمرد على خشبة مسرح الحياة، وأشدد هاهنا بالمتمرد الحقيقي الذي قد تحدث كلمته علامة فارقة على تلك الخشبة التي يتجول بها الممثلون مرتدين أقنعة الاختلاف، يصدحون بالضجيج، لكنهم مجوّفون من الداخل. يرفعون شعارات جوفاء، ويفتعلون معارك واهية تفضي للعداء شعارهم الخالد والسامح "خالف تُعرف" وهوايتهم المفضلة إحداث جلبة بلا قضية.
يتم تأدية مشهد المسرحية باحترافية متناهية، يأتي البطل بالمشهد الأخير ليزهو وبكل استحقاق ساخر جائزة عن أفضل دور "متمرد مزيف" في مسرحية هزلية، يصفق جمهورها باستهتار عن الأداء الرديء الذي صدحت فيه لغة الضجيج المقيتة، ويسدل الستار عن أهازيج الزيف المألوفة، ويغادر البطل المخادع بخطى آثمة، مظنة أنه أحدث عملا فريدا فوق العادة، بينما لم يترك خلفه سوى صدى باهت لمشهد مكرور، ووهم جديد يُضاف إلى قائمة الخداع اللامنتاهي.
أخيرا، عقلك ليس مساحة رحبة لكل عابر. وليس بمسموح لهؤلاء أن يخترقوا وعيك، ويشوشوا بصيرتك، أو أن يُربكوا اتزانك الأخلاقي والقيمي. العقل منحة ربانية، وهو ليس وعاء يملؤه من شاء وكيفما شاء بل نور داخلي وهاج خُلق ليبحث، ليتساءل، ليبدع ليشك بطريقة خلاقة.
0 تعليق