تسجيل 332 حالة وفاة و717 إصابة و342 حادثًا خلال عام واحد في المنيا 

في خطوة تهدف إلى تحسين مستوى الأمان وتقنين أوضاع النقل، أطلقت محافظة المنيا منظومة لاستبدال سيارات "البيك أب" المستخدمة في نقل الركاب بسيارات ميكروباص تعمل بالغاز الطبيعي المبادرة التي وصفتها المحافظة بأنها "حضارية"، قوبلت بارتياح من البعض، بينما أثارت غضب وتحفظات أخرى، خاصة في القرى.

أرقام مفزعة تدفع للقرار

وفقًا للبيان الرسمي الصادر عن إدارة الإعلام بالمحافظة، تم تسجيل 332 حالة وفاة و717 إصابة و342 حادثًا خلال عام واحد بسبب الاستخدام غير القانوني للبيك أب في نقل الركاب، رغم أن القانون يُجيز استخدامها للبضائع فقط.. هذه الأرقام دفعت المسؤولين لاتخاذ القرار بشكل عاجل.

استبدال 2000 سيارة.. ولكن ماذا عن الباقي؟

أعلنت المحافظة استبدال أكثر من 2000 سيارة حتى الآن، لكن لا تزال بعض القرى تعاني من شلل كامل في حركة النقل، مثل قرى طوخ والشيخ حسين، حيث لم يشترك أي سائق فيها في المنظومة الجديدة.. هذا الوضع جعل المواطنين يواجهون صعوبات يومية في الوصول إلى أعمالهم ومدارسهم.

سيد محمد عبيد، أحد مواطني المنيا َ قال: "الناس بتعاني أشد المعاناة، الطلبة مش بيروحوا مدارسهم، ولا الموظفين شغلهم. مفيش مواصلات خالص، يا ريت المحافظ يتدخل زي ما حصل في قرية تندة".

توقيت خاطئ

أوضح أحمد مكاوي أن توقيت تطبيق القرار كان غير مناسب، حيث يتزامن مع دخول الطلاب في امتحاناتهم، مما زاد من الأعباء والمشاكل المتعلقة بالمواصلات، وذكر أنه كان من الأفضل تنفيذ القرار بعد الامتحانات في الإجازة الصيفية، حيث يكون الضغط على وسائل النقل أقل.

سمير عبد النعيم، من أهالي قرية قلبا.. أضاف: "كويس المنظومة، بس لازم يكون في حلول بديلة.. نركب تكاتك من صفط الغربية لحد أبوشناف علشان نلاقي مواصلات، على حد تعبيره، وتواصلنا مع المسؤولين دون جدوى".

أسباب رفض بعض السائقين للمنظومة

التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت أن بعض السائقين رفضوا الدخول في المنظومة لأسباب مادية، أو لأنهم كانوا يحققون دخلًا من استخدام البيك أب في نقل البضائع والمواشي.

كما جاء في تعليق آخر: "مش كل السائقين رافضين عشان مش قادرين، في ناس بتكسب كويس ورافضة التغيير لأنها بتستفيد من البيك أب في أكتر من شغلانة".

استجابة نيابية ومقترحات بديلة

في ظل هذا الغضب الشعبي، أعلن النائب رياض عبد الستار، عضو مجلس النواب عن دائرة مركز وبندر ملوِي جنوب محافظة المنيا، تقدمه بطلب إحاطة رسمي إلى رئيس مجلس الوزراء ووزيرة التنمية المحلية، معترضًا على توقيت القرار وتأثيره على الأسر التي تعتمد على سيارات البيك أب كمصدر رزق.

وقال عبد الستار: "كل قرية فيها مئات السائقين، وكل واحد منهم يعيل أسرة كاملة، والقرار اتطبق في توقيت صعب جدًا، والناس مش قادرة تدبر تمن الميكروباص اللي بيبدأ من 750 إلى 850 ألف جنيه".

مقترحات لتخفيف الأزمة

اقترح النائب حلّين لتخفيف الأزمة من خلال تعديل سيارات البيك أب: يتم تعديلها بتنجيد الكراسي وتغطيتها بسقف معدني مع الالتزام بعدد 12 راكب فقط، مع فرض غرامات على أي مخالفة، كحل مؤقت يراعي الظروف الاقتصادية للسائقين.

التوقيع على بروتوكول مع البنوك: إطلاق بروتوكول بين المحافظة والبنوك لتوفير ميكروباصات جديدة عبر قروض ميسرة، مع مقدم مناسب وفترة سداد تصل إلى 7 أو 10 سنوات بفائدة تتراوح بين 5 و7%، لتسهيل عملية التحول دون الإضرار بمصدر رزق المواطنين.