في إطار تعزيز العلاقات الثنائية وتكثيف التنسيق الإقليمي، توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، إلى العاصمة القطرية الدوحة، وذلك في مستهل جولة خليجية تشمل أيضًا زيارة إلى دولة الكويت، حيث من المقرر أن يجري خلالها لقاءات رفيعة المستوى تهدف إلى دعم التعاون المشترك ومناقشة أبرز القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

لقاء مرتقب بين السيسي وأمير قطر لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية

وصرح المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيعقد خلال زيارته إلى قطر لقاءً هامًا مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، حيث سيتناول اللقاء مناقشة سبل دعم وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والأمنية، فضلًا عن استعراض مستجدات الأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

وأشار المتحدث الرسمي إلى أن اللقاء سيتطرق بشكل خاص إلى تطورات الأوضاع في قطاع غزة، في ظل التصعيد العسكري الذي يشهده القطاع، والجهود الدولية والإقليمية المبذولة للتوصل إلى هدنة إنسانية ووقف لإطلاق النار. 

ويأتي هذا في ظل الدور الفاعل الذي تلعبه مصر في الوساطة بين الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية، وجهودها المستمرة لتقديم الدعم الإنساني لسكان غزة والتنسيق مع مختلف الأطراف الفاعلة على الساحة الدولية.

لقاء مع رجال الأعمال القطريين لبحث فرص التعاون والاستثمار

وفي سياق تعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر وقطر، من المقرر أن يعقد الرئيس السيسي اجتماعًا مع ممثلين عن مجتمع الأعمال القطري، حيث سيستعرض خلال اللقاء الفرص الاستثمارية الواعدة المتاحة في السوق المصري، لا سيما في ظل ما تشهده مصر من مشروعات قومية كبرى وبنية تحتية متطورة، تجعل منها بيئة جاذبة للاستثمارات العربية والأجنبية.

وسيسلط اللقاء الضوء على القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية، مثل الطاقة، والسياحة، والتصنيع، والتكنولوجيا، والزراعة، بالإضافة إلى مناقشة سبل إزالة أي معوقات قد تواجه المستثمرين، وتقديم التسهيلات اللازمة لضمان تدفق الاستثمارات القطرية إلى السوق المصري، بما يعود بالنفع على البلدين.

الكويت: محطة ثانية لتأكيد عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين

وعقب انتهاء زيارة الدوحة، سيتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى دولة الكويت في محطته الثانية ضمن الجولة الخليجية، حيث سيجري لقاءات موسعة مع كبار المسؤولين الكويتيين، وعلى رأسهم الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، والشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ولي العهد، والشيخ فهد يوسف سعود الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة.

وأوضح المتحدث الرسمي أن زيارة الرئيس السيسي إلى الكويت تأتي في إطار التأكيد على عمق الروابط الأخوية التاريخية التي تجمع بين البلدين، وحرصهما المشترك على تنمية وتطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، لا سيما على الصعيدين الاقتصادي والاستثماري.

دعم مشترك للقضايا العربية وتعزيز الأمن الإقليمي

من المنتظر أن تتناول المباحثات المصرية الكويتية أهم القضايا الإقليمية الراهنة، وفي مقدمتها الأمن القومي العربي، وسبل دعم الاستقرار في منطقة الخليج والشرق الأوسط، بالإضافة إلى تنسيق المواقف بشأن القضايا المطروحة على أجندة القمم العربية والدولية.

كما سيتم بحث التعاون في مجالات الأمن الغذائي والطاقة والاتصالات والبنية التحتية، إلى جانب تعزيز التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات الكويتية في السوق المصري.

أهمية الجولة الخليجية في ظل التحديات الراهنة

وتحظى هذه الجولة بأهمية خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تشهدها المنطقة العربية، والتي تتطلب تنسيقًا مستمرًا ومواقف موحدة بين الدول العربية الشقيقة، خاصة في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة والتداعيات الإنسانية الخطيرة المترتبة عليه.

كما تعكس الجولة حرص القيادة المصرية على تعزيز العمق العربي لمصر، ودعم العلاقات الاستراتيجية مع دول الخليج، التي ما دام كانت شريكًا رئيسيًا في مسيرة التنمية والاستقرار في مصر والمنطقة.

ومن المتوقع أن تسفر هذه الزيارة عن تفاهمات جديدة واتفاقات مشتركة تسهم في دفع العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب، وترسخ لمزيد من التعاون المثمر بين مصر وكل من قطر والكويت في مختلف المجالات.