أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، مساء السبت 12 إبريل 2025، دعوات التحريض التي أطلقتها ما تُسمى جماعات «جبل الهيكل» والجمعيات الاستيطانية الإسرائيلية، والتي تحث على الاقتحام الجماعي للمسجد الأقصى المبارك خلال فترة الأعياد اليهودية، إلى جانب الدعوات لـذبح وتقديم قرابين داخل باحاته، في سابقة خطيرة اعتبرتها الخارجية تصعيدًا سافرًا في مسلسل الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة.

دعوات التحريض تشعل التوتر في القدس

جددت جماعات يهودية متطرفة خلال الأيام الماضية حملاتها التحريضية، مطالبة المستوطنين بالمشاركة بكثافة في اقتحامات المسجد الأقصى، مع اقتراب ما يُعرف بعيد "الفصح اليهودي"، في مسعى منهم لإقامة طقوس تلمودية بما في ذلك ذبح القرابين داخل باحات الأقصى، وهو ما تعتبره المؤسسات الدينية الفلسطينية والهيئات الإسلامية استفزازًا دينيًا خطيرًا يمس مكانة المسجد لدى المسلمين في فلسطين والعالم الإسلامي.

وأوضحت الخارجية الفلسطينية أن هذه الدعوات تمثل تصعيدًا ممنهجًا ضمن محاولات الاحتلال الإسرائيلي فرض واقع جديد داخل الحرم القدسي، عبر تكريس ما يعرف بـ "التقسيم الزماني"، تمهيدًا لتطبيق التقسيم المكاني، كما حدث سابقًا في الحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل.

استهداف الأقصى.. سياسة تهويد ممنهجة

اتهمت الوزارة سلطات الاحتلال بالوقوف خلف تلك الدعوات وتوفير الحماية الرسمية لها، مؤكدة أن ما يحدث ليس مجرد سلوك فردي من جماعات متطرفة، بل سياسة حكومية إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى تهويد القدس ومقدساتها، وتغيير طابعها الديني والتاريخي، ومحو الهوية العربية الإسلامية للمسجد الأقصى.

كما شددت على أن هذه الاقتحامات والتحريضات تشكل تهديدًا مباشرًا للاستقرار والسلم الإقليمي والدولي، وتنذر بتفجير صراع ديني واسع النطاق بسبب المساس بمكانة الأقصى باعتباره أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وموقعًا مقدسًا لدى أكثر من مليار ونصف مسلم حول العالم.

تجاهل المجتمع الدولي يغذي الانتهاكات

انتقدت الخارجية الفلسطينية الصمت الدولي إزاء هذه الانتهاكات المتكررة، معتبرة إياه تواطؤًا غير مباشر يشجع الاحتلال الإسرائيلي على التمادي في سياساته العدوانية.

ولفتت إلى أن عدم اتخاذ المجتمع الدولي خطوات فعلية لوقف هذه التصرفات يعد إخلالًا بمبادئ القانون الدولي، وانتهاكًا لقرارات الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية الأماكن المقدسة وحقوق الشعوب تحت الاحتلال.

وأضافت أن إجراءات الاحتلال أحادية الجانب في القدس تعد خرقًا صارخًا لاتفاقيات أوسلو، واتفاقيات جنيف الرابعة، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وعلى رأسها القرار 2334 الذي يعتبر الاستيطان غير شرعي، ويؤكد على ضرورة احترام الوضع القائم في الأماكن المقدسة.

تحذير من حرب دينية شاملة

وجّهت الخارجية الفلسطينية تحذيرًا واضحًا من خطورة إشعال فتيل "حرب دينية" في المنطقة بسبب استهداف المقدسات، مطالبة المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، بـتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، واتخاذ خطوات عملية لوقف هذه الاعتداءات، ومساءلة إسرائيل عن انتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.

دعوات فلسطينية لشد الرحال إلى الأقصى

في المقابل، دعت شخصيات فلسطينية ودينية وجماعات وطنية إلى شد الرحال للمسجد الأقصى والرباط فيه خلال الأيام المقبلة، مؤكدين أن التواجد الشعبي والرباط هو خط الدفاع الأول عن المسجد في وجه الاقتحامات المتصاعدة.

كما طالبت الهيئات الإسلامية في القدس بضرورة تحرك عربي وإسلامي عاجل، للضغط على حكومة الاحتلال لوقف هذه الإجراءات التي من شأنها تفجير الأوضاع في المدينة المقدسة والمنطقة ككل.